القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن أو ولد صالح يدعو له


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، إن الأولاد نعمة عظيمة ومنحة جليلة هم زينة الحاضر وأمل المستقبل هم حبات القلوب وفلذات الأكباد وقرة العيون سماهم الله زينة، فهم يملئون البيوت بهجة وسرورا وينشرون السعادة ما داموا يتراكضون ويلعبون سمتهم البراءة لا يحسبون للأشياء حسابها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل قمنا بما أوجب الله علينا تجاههم، وهل أدينا الأمانة هل قمنا بواجب الرعاية، وألسنا نهتم بمظاهرهم من الأكل والشرب والملبس ونغفل عما يبني عقولهم ويغذي أرواحهم، ألسنا نضن عليهم بالوقت.
 



فلا يكاد الأبوان يجلسان مع الأولاد إلا قليلا، إن مصاعب الحياة ومطالبها شغلت الكثيرين عن أولادهم فأسلموهم للخادمات والمربيات فنتج عن ذلك أمور خطيرة ألسنا نناقش الأطفال ونعاتبهم أحيانا وكأنهم كبار يدركون آثار ما يفعلون وهم لا يعون ذلك أبدا وقد تكون ثمرة هذا النقاش والمحاسبة تكرر وقوع الخطأ منهم مرات عديدة، فيا أيها الآباء والأمهات عوّدوا أطفالكم الخير وعلموهم الفضيلة وربوهم على الخلق الحسن فيقول ابن مسعود رضي الله عنه "حافظوا على أولادكم في الصلاة وعلموهم الخير، فإنما الخير عادة" ولعل من أول وأهم ما نعتني به تعليمهم هو كتاب الله وهم صغار ليكون أول ما يسبق إلى قلوبهم وعقولهم قبل حلول الأهواء وحدوث المعاصي فما داموا صغارا فإنه ينقش في عقولهم ولا ينسونه مهما كانت المؤثرات.




ولذا قيل العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما "اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله ومروا أولادكم بإمتثال الأوامر وإجتناب النواهي فذالكم وقايتهم من النار" وقال بن أبي طالب رضي الله عنه " علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم" فإن من أعظم الأمانات التي استرعاكم الله عليها أمانة الأولاد، وهذه الأمانة عامة تشمل أمانة التوجيه والتعليم والأخذ بأيديهم لما فيه خيرهم وصلاحهم، وقد وجه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نستقبل حياتهم بالذكر والدعاء وذلك حينما يأتي الرجل أهله، بل إن الاستغفار سبب لحصول الولد لمن لا يولد له فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما رزقت ولدا قط ولا ولد لي قال صلى الله عليه وسلم.




فأين أنت من كثرة الاستغفار وكثرة الصدقة ترزق بها فكان الرجل يكثر الصدقة ويكثر الاستغفار قال جابر فولد له تسعة ذكور ولعل ذلك مقتبس من قول الله تعالى حكاية عن نوح عليه الصلاة والسلام " فقلت استغفوا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين" فيا أيها المؤمنون ربّوا أولادكم على مراقبة الله تعالي والخوف منه وإستشعار قربه واطلاعه عليهم لتتحقق المراقبة الذاتية، عندهم والفتوا نظرهم إلى عظمة الخالق وما أبدعه في هذا الكون الفسيح من السماوات والأرض والجبال والبحار والشمس والقمر والنجوم، ليسرحوا طرفهم فيه، يتفكرون ويتأملون فيزيدهم ذلك طاعة وقربا من الله عز وجل، وعودوهم كذلك على الصلاة ونشأوهم على المحافظة، عليها فقد قال نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم.



" مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين" رواه احمد، واغرسوا في نفوسهم حب الخير ومساعدة المحتاج وإحترام الكبير وبر الوالدين وصلة الرحم لينشأوا على ذلك ويكون سجية عندهم، فإن التجارة الرابحة لكم هي صلاحهم وإستقامتهم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم.

تعليقات