القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن أثر التقيد بشرع ومنهج الله


بقلم / محمـــد الدكـــروري


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، إن الأمن بأشكاله المختلفة لا يتحقق إلا بطاعة المولى عز وجل والتقيد بشرعه ومنهجه، مع الحفاظ على سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإن من أسباب تحقيق الأمن هو الحرص على رد كل تنازع في أمور الدين والدنيا إلى الأصلين العظيمين والوحيين الكريمين، ويتبع هذا الأصل أن يرجع الناس خاصة في أزمان الفتن إلى علماء الشريعة الراسخين الذين ينظرون إلى الأمور بفهم دقيق واستنباط عميق وخبرة طويلة، وإن الإسراف ومجاوزة الحد في الغي والتمادي في المعاصي إفساد. 




فقال الله تبارك وتعالى على لسان نبيه موسى عليه الصلاة والسلام " كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين " وإن إيقاد نيران الحروب بين عباد الله إفساد، فقال الله تبارك وتعالى " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين " وكذلك فإن السحر إفساد، فقال الله تبارك وتعالى " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين " وكذلك فإن الجبروت والتكبر على عباد الله إفساد، والإفراط في الفرح والأشر والبطر، وكذلك ارتكاب المنكرات وإتيان ما حرم الله من الفواحش، وكذلك فإن السرقة إفساد، فقد قال الله عز وجل عن أخوة يوسف " قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الأرض وما كنا سارقين " ويقول المولى عز وجل في كتابه الكريم، كما جاء فى سورة الروم.





" ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون " وهذه الآية العظيمة، وغيرها مما يقارب خمسين آية في كتاب الله تعالى كلها تحذر من الفساد بجميع صوره وأشكاله وأنواعه، وتمثل هذه الآيات بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في الصحاح والسنن والمسانيد التي تحذر الأمة من الفساد في الأرض ومن الإفساد، وأن يكون المؤمن صالحا مصلحا، بعيدا عن جميع صور الفساد، حتى لا ينزل به العذاب، وحتى لا تنزل بالأمة الكارثة والمصائب والنكبات والابتلاءات بصور مختلفة بسبب تصرفات بعض الأشخاص، وإن الفساد بجميع صوره، كل ذلك حذر منه الإسلام، وحذر منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، صراحة، وحث الأمة على محاربته بجميع صوره.





وإن الفساد الذي هو استغلال الوظائف العامة للمصالح الخاصة، والفساد الذي هو ضياع الحقوق والمصالح، وهى مصالح العباد بسبب مخالفة ما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، والفساد الذي هو عدم القيام بالأمانة واستشراء الخيانة بين أفراد المجتمع، والفساد الذي هو الغش بجميع صوره وأشكاله، هذه الصور التي رسم المولى عز وجل، لنا في الكتاب الكريم خبر أقوام أفسدوا في الأرض فنزل بهم البلاء، وإذ يحذرنا المولى عز وجل من أن نسلك مسلكهم، أو أن نسير على الطرق التي ساروا عليها، فإنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه حسب أو نسب، فسنن الله لا تحابي أحدا، فينبغي أن نعلم هذه المسألة، أن سنن الله لا تحابي أحدا، وأن الأمة إذا حادت عن الطريق المستقيم نزل بها البلاء.

تعليقات