بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد يقول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " الرزق أشد طلبا للعبد من أجله" واسمع لنصح العبد الصالح لابنه إذ يقول سعد بن أبي وقاص لابنه يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فإنها مال لا ينفد وإياك والطمع فإنه فقر حاضر وعليك باليأس، فإنك لم تيأس من شيء قط إلا أغناك الله عنه" فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك بك عن من سواك، فإن للرزق أسباب بركة وأبواب خير ووسائل معونة إلى المطعم الحلال الطيب ومن ذلك الاستغفار والتوبة.
وكما أن من أسباب الرزق هو التوكل على الله الأحد الفرد الصمد، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا" رواه أحمد، وأيضا عبادة الله تعالي، والتفرغ لها والاعتناء بها، وكما أن من أسباب الرزق هو المتابعة بين الحج والعمرة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد" وكما أن من أسباب الرزق هو صلة الرحم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَن أحب أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" رواه البخاري، وكما أن من أسباب الرزق هو الإنفاق في سبيل الله، وكما أن من أسباب الرزق هو إقامة الصلاة.
وكما أن من أسباب الرزق هو شكر الله على كثير نعمه، وكما أن من أسباب الرزق هو أكل المال الحلال فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، فيقول سهل رحمه الله في آكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى، ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه ووفقت للخيرات، وكما أن من أسباب الرزق هو التبكير في طلب الرزق وهذا الإمام بكر بن عبد الله المزني يقول يكفيك من الدنيا ما قنعت به، ولو كف تمر، وشربة ماء، وظل خباء، وكلما انفتح عليك من الدنيا شيء ازدادت نفسك به تعبا" وإن المتابع لأولويات الشريعة الإسلامية والملاحظ لمقاصدها التي يتغياها الشارع يقف بغير كد على مكانة المجتمع من التشريع، وأن صلاحه هو المقصد من وراء إصلاح المعاملات، وتقوية أواصره هي الغاية من الحث على التراحم بين أفراده.
حتى إن الحدود أي الزواجر في أحد شقي فلسفتها مرادها حماية المجتمع من تفشي الأمراض الإجتماعية التي تضعف بنيته وتوهي روابطه والأسرة هي الوحدة الصغرى من وحدات بناء المجتمع، وإن نجاح أى أمة أو فشلها متوقف على الأسرة وحالها فإن كانت الأسرة ناجحة قوية متحضرة كانت الأمة كذلك والعكس كذلك فما الأمم إلا نتاج أسر وأفراد فقوة الأمم وضعفها يقاس بالأسرة، وإن الأسرة فى اللغة مأخوذ من كلمة الأسر وهى بمعنى القوة والشدة، وفى الإصطلاح هي نواة المجتمع الأولى، والتي تقوم على أساس من المحبة، والإخاء والتعاطف ومجموعة من النظم والقواعد وهى أيضا رابطة إجتماعية تتكون من زوج، وزوجة، وأطفال، أو قد تكون دون أطفال، وقد تتوسع الأسرة لتصبح أكبر من ذلك، فتشمل أفرادا آخرين كالأجداد والأحفاد، يشتركون في معيشة واحدة.
تعليقات
إرسال تعليق