القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن أوصيكم بالباقيات الصالحات


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله جعل الحمد مفتاحا لذكره، وجعل الشكر سببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، قضاؤه وحكمه عدل وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلمه، ويعفو بحلمه، خيره علينا نازل، وتقصيرنا إليه صاعد، لا نقدر أن نأخذ إلا ما أعطانا، ولا أن نتقي إلا ما وقانا، نحمده على إعطائه ومنعه وبسطه وقدره، البرّ الرحيم لا يضيره الإعطاء والجود، ليس بما سُئل بأجود منه بما لم يُسأل، مُسدي النعم وكاشف النقم، أصبحنا عبيدا مملوكين له، له الحجة علينا ولا حُجّة لنا عليه، نستغفره ونتوب إليه مما أحاط به علمه وأحصاه في كتابه، علم غير قاصر وكتاب غير مغادر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله سيد البشر أجمعين ورسول رب العالمين.




فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن من الأعمال الصالحة هو المحافظة على صيام أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وعلى الأقل صيام الاثنين والخميس منها، حيث قال صلى الله عليه وسلم "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن تعرض أعمالي وأنا صائم" رواه الترمذى، وكذلك المحافظة على صيام يوم عرفة، حيث قال صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" رواه مسلم، وكذلك المحافظة على الصدقة والتصدق بأموالك وبما ينفع الناس، وخاصة على الأصناف التي ذكرها الله في القرآن الكريم، وكذلك المحافظة على قراءة القرآن. 



حيث أن تكثر من قراءة القرآن الكريم، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والباقيات الصالحات، والتزود من العلم، ومجالسة الصالحين، وإذا انتهيت من صلاتك أو أورادك، فلا تتحول من مكانك حتى تبسط يديك إلى الله تعالى في دعاء مقرون بالذل والضراعة، وتسأل فيه كل حاجاتك، وتستدفعه كل مخاوفك، حيث قال صلى الله عليه وسلم، عندما سُئل أي الدعاء أسمع؟ قال "جوف الليل الأخير، ودُبر الصلوات المكتوبات" رواه الترمذى، وأيضا قيام ليلة العيد وأقل القيام أن تصلي العشاء والفجر في جماعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم "من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى، لم يمُت قلبه يوم تموت القلوب" رواه الطبرانى، وعن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله، فقال أي الجهاد أعظم أجرا؟ 




قال "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا" قال فأي الصائمين أعظم أجرا، قال "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا" ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا" فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه، لعمر رضي الله تعالى عنه، يا أبا حفص، ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أجل" رواه أحمد، ولكن قيل حديث ضعيف لكن يؤخذ به في فضائل الأعمال، فأكثروا من التكبير والتحميد والتهليل في هذه الأيام، وأكثر من قول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هن الباقيات الصالحات، وأيضا يكثر من قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" 





وهذا الذكر المبارك يقال في عرفة أشهر مواقف الحج وأعظمها وألذها، وأشدها قربا من الله تعالى حين يتجلى للواقفين بعرفة يباهي بهم ملائكته وهم يعلنون التوحيد، ويكررون هذا الذكر، من زوال الشمس إلى غروبها، ومن عرفة إلى مزدلفة، يسير الحاج إليها وهو يعج بالتلبية، وفيها ذكر ودعاء وتوحيد، وذكرها مأمور به في آيات المناسك، فرغم كَيد الكائدين، وتخطيط المتآمرين، واستماتتهم لقتل أي نزعة للإيمان والتوجه إلى الخالق سبحانه وتعالى في قلوب الناس، إلا أن هذا المشهد يزعجهم، ويقض مضاجعهم حيث يهدم مخططاتهم، ويعيدهم من جديد للمربع الأول تخطيطا وتآمرا.

تعليقات