القائمة الرئيسية

الصفحات

بقلم مستشار محمود السنكري
قال ثابت بن قُرَّة: راحَة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلة الآثام، وراحة اللسان في الذكر وقلة الكلام.
راحة النفس هي حالة نفسية تشعر بها الإنسان عندما تكون ضميره مرتاح ولا تثقله الذنوب والخطايا. وقد ورد في الحديث الشريف اقرأ سورة "الإنسان" خير الناس وقيمهم قضاء نفسه ، (بينما يقرأ قال: إن ليشيء مثله ، فلم يقرأ التفسير) يحفظه من زلة لسانه وخطأ في عقله ، قالوا نعم ، قال: وهذا أعظم الذنوب التي تقترب به الخطئ في الدين والدنيا،. وقد أوجد علماء الفقه آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية تنص على أهمية الحفاظ على النفس وعدم الاقتراب من المعاصي والآثام.

إذا كنت تريد الحصول على راحة النفس والسكينة الداخلية فعليك أن تتجنب الآثام والمعاصي، فإن الذنوب تثقل النفس وتجعلها مضطربة ومشوشة. وبالعكس، عندما تعيش حياة بلا ذنوب وتسلك طريق الخير والصلاح تجد نفسك في حالة من الرضا والقناعة.
لا شك أن الإنسان ليس معصوماً من الخطايا، فهو خلق ضعيف وقد يقع في الآثام بسبب ضعفه ونقصه. ولكن الأهم هو التوبة والاستغفار، فإذا أدركت أنك قد أخطأت فلا تتردد في توبتك إلى الله وطلب مغفرته. واعلم أن الله رحيم وغفور، وسيتقبل توبتك إذا كنت صادقا في ندمك وعزمك على عدم العودة إلى الذنوب.

قد تكون راحة النفس في قلة الآثام أمرا صعبا بالنسبة للبعض، خاصة في زمننا الحالي الذي يتسم بالفساد والمغريات الدنيوية. ولكن علينا أن نتذكر أن الحياة الدنيا مجرد امتحان وانتقال إلى الحياة الآخرة هو الهدف الأسمى. لذا علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على راحة نفوسنا وتجنب الآثام قدر الإمكان، وأن نتوب إذا أخطأنا ونستغفر الله باستمرار.

إن راحة النفس في قلة الآثام هي نعمة كبيرة، فإذا تمكن الإنسان من العيش بحرية من الذنوب والخطايا سيجد نفسه في حالة سعادة ورضا تام، وسيتمتع بحياة هادئة ومستقرة تمكنه من التفاعل مع الناس وتحقيق النجاح في حياته الدنيوية والآخرة. لذا لنبذل جهودنا لنحافظ على راحة نفوسنا ونسعى لتجنب الآثام قدر المستطاع، ولنكن دائما في طريق الخير والصلاح.

تعليقات