بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 1 مايو 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، إن الشريعة الإسلامية هي حضارة لا تخونوا، ولا تغدروا، وهي حضارة لا تقتلوا طفلا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا منعزلا في صومعته، وهي حضارة لا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعير، وهي حضارة لا تهدموا بيتا ولا تردموا بئرا يشرب الناس منه، فهي حضارة اسسها الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وبناها الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، وسقاها التابعون، وهذه الحضارة العظيمة هي التى ساوت بين المسلمين في كل بقاع الأرض.
حيث يقول النبي صلى لله عليه وسلم في خطبة الوداع " أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فَضل لعربيّ على عجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأحمرَ على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت؟ قالوا بلَى يا رسول الله قال اللهم فا اشهد" فإن الإسلام هو دين لكل البشر فلا تفريق فيه بين الأجناس والألوان، ولا بين اللغات والبلدان، لا قومية لا طبقية لا عنصرية، لا تفاضل إلا بالعلم والتقوى، وهكذا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال " يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى" وهكذا فإن ديننا الإسلامي العظيم دين كتب الله له الخلود حتى يذهب زمان الحياة الدنيا.
فليس هناك خطر على الإسلام مهما تكالب عليه الأعداء، وحاكوا له المؤامرات، وبذلوا الجهود المختلفة من أجل إطفاء نوره، ولقد حورب الإسلام منذ بزوغه إلى يومنا هذا حروبا عدة ظاهرا وباطنا، حورب فكريا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، فحاربته قريش واليهود، والمشركون من خارج مكة، وحاربه المجوس والرومان، والهندوس والصليبيون، والتتار والمغول والبربر، وحاربه الاستعمار الحديث تحت مسميات عدة، وأساليب شتى، ومع هذه الحرب الضروس الممتدة لم يزدد الإسلام إلا لمعانا وتوهجا، وثباتا، ورسوخا، وانتشارا وامتدادا، إنه كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر" وإن الحروب المعاصرة ضد الإسلام صنعت للإسلام دعاية إعلامية واسعة النطاق في أرجاء العالم، ومع التطور الإعلامى الحديث بدأ من لا يعرف الإسلام حينما يتابع مجريات الأحداث الدولية الساخنة وهو يرى الغرب وحلفاءه يحاربون الإسلام والمسلمين، بدأ يقرأ عن الإسلام ويهتم بالبحث عنه، وهذا أدى إلى قلق المحاربين للإسلام لأن الناس عرفوا الإسلام وأنه هو الحق الذى غاب بل وغيّب عنهم كثيرا، وإن وصل إليهم شيء عنه فى صورة مشوهة، فالإسلام شرع يتغلغل في أعماق دول الكفر، ويسيح فيها سيحان النهر الجارى الذى لا يصده شيء، ويسرع إسراع الغيث استدبرته الريح.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مدينة هرقل تفتح أولا " يعنى قسطنطينية، وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني رحمه الله بعد ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح، وسيتحقق الفتح الثانى في روما عاصمة الفاتيكان، بإذن الله تعالى ولا بد.
تعليقات
إرسال تعليق