القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن حق الجنين في بطن أمه


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 4 مايو 2024

الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد كفل الإسلام للطفل حقوقا كثيرة أهمها تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة، وتبدأ العناية بالطفل قبل أن يدخل إلى رحم أمه، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره" 

ثم يعتني الإسلام بالطفل وهو في الرحم، فتجب النفقة لأمه المطلقة إذا كانت حاملا فقال تعالى كما جاء في سورة الطلاق " وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتي يضعن حملهن" ويعق عنه في سابع الولادة ويسمّى ففي السنن من حديث سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمّى" ويكفل له الرضاع حولين كاملين، وهي الفترة التي هو فيها أشد احتياجا إلى مثل تلك التغذية، ثم يعتنى بتربيته على الفضائل وإبعاده عن الرذائل، ويعلم علوم الدين، ويدرب على الصلاة وعلى العبادات الأخرى، ويمرن على ممارسة الحرف النافعة عن طريق اللعب وعن طريق المشاركة في المشاريع البسيطة ونحو ذلك، وكما إن في الدين الإسلامي العظيم الكثير من حقوق الطفل.
 

فمن منا يصدق أن الإسلام ينشئ للطفل حقا على والديه، أو على أبيه وإن صح التعبير قبل أن يولد الطفل فإنه على الأب أن يحسن إختيار أم الطفل، فهذا أول حق يترتب على الأب قبل أن يكون له ابن، ولا يوجد نظام في الأرض أشار إلى هذه الناحية، حق الابن على أبيه أن يحسن اختيار أمه، وإن في حياة الصحابة أن امرأة رمت الأخرى بحجر فأصابت بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها، فاختصموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقضى بدية للجنين، وإن الحامل إذا شربت دواء فألقت الجنين فعليها الدية والكفارة تدفع إلى ورثة الجنين، الآن الحامل إذا ماتت وفي بطنها جنين ما الذي ينبغي أن نفعله؟ ينبغي أن يشق بطنها طولا وأن يخرج منه الجنين لقوله تعالى " ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا " 

ولازلنا والجنين في بطن أمه حفظ حق الجنين في الميراث إن مات والده و هو لم يولد بعد، والآن مات أبوه ترك أموالا يا ترى هذا الجنين ذكر أم أنثى؟ لو أنه أنثى وحيدة تأخذ نصف المال، قال يفرض أن تكون أنثى حفظا لحق الجنين، الورثة يقتسمون الإرث على أن الذي في بطن الأم أنثى لأنه أعلى نسبة لها، فإذا جاء ذكرا وزعوا الفرق على البقية، هذا من أحكام توزيع الإرث، وأما السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة، أما إذا نفخ فيه الروح يغسل ويصلى عليه، احتراما للسقط هكذا جاءت الشريعة، والآن المولود ولد أولا ينبغي أن يحنك، أن نأتي بتمرة نأخذ قطعة منها نحنك بها فمه، كي يذوق طعم الحلو مع قراءة الفاتحة والإخلاص وما شابه ذلك، ثم يدعى له بالبركة، الآن أهم حق حقه في النسب. 

وهو أن أول حق للابن وهو أن يعرف من أبوه من أنجبه، ومنها عدم الشك بنسبه أو رفضه، فإن الطفل حينما يكون له أب وأم مع الحليب يرضع الرحمة والحب للمجتمع، أما هذا الذي يقسو على الناس قسوة لا حدود لها، هذا الذي يقصف ليدمر شعوبا لعله لقيط، لعله لم يذق طعم الحنان، وقيل أنه لو أن الأم أرضعت ابنها بقسوة لكان المولود قاسيا، يشرب الحنان مع حليب أمه فإذا كان في المجتمع أربعون بالمائة من المواليد لقطاء أين الرحمة؟ فالآن القوي يذبح الضعيف بالعالم كله، والغني يأكل الفقير، فلا يوجد رحمة أبدا.

تعليقات