بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد إن الزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهي أحد أركانه وأهمها بعد الشهادتين والصلاة وقد دل على وجوبها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين فمن أنكر وجوبها فهو كافر مرتد عن الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ومن بخل بها أو انتقص منها شيئا فهو من الظالمين المستحقين لعقوبة الله تعالى، كما قال الله تعالى في سوة آل عمران " ولا يحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير "
وفي صحيح الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من آتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه، يقول أنا مالك أنا كنزك " والشجاع هو ذكر الحيات، والأقرع الذي تمعط فروة رأسه لكثرة سمه، فهذا هو ركن من أركان وعمود من أعمدته العظام وفريضة من فرائضه ألا وهى الزكاة، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما روى الإمام البخارى وغيره " بنى الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان" فعد منها صلى الله عليه وآله وسلم "وإيتاء الزكاة" وفى الصحاح أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم حين أرسل معاذا الى اليمن قال له.
"إنك تأتى قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وأنى رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات فى اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" ولا يكتمل إسلام العبد حتى يؤدى الزكاة كما قال الله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" فنفى عنهم أخوة الدين حتى يؤتوا الزكاة، ولذا أجمع علماء الإسلام أن من أنكر أو جحد الزكاة فقد كفر، وأجمعوا على أنه لو تمالئ قوم وتواطئوا واجتمعوا على منع الزكاة، لوجب على إمام المسلمين أن يقاتلهم حتى يعودوا إلى حظيرة الإسلام كما فعل الصحابى الجليل والخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه الذى قاتل مانعى الزكاة قائلا.
"والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم فيه" وفى رواية " والله لو منعونى عناقا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم فيه" وهو كتاية عن منعهم أصغر الأشياء، وإن الزكاة تطهر الفقراء من الحسد والحقد والغل على إخوانهم الأغنياء لأن الفقير متى علم أن المال كلما زاد مع الأغنياء عاد ذلك عليهم بالنفع والزيادة دعا لهم وتمنى أن تزداد أموالهم، وكما تطهر الأغنياء من البخل والشح " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" وتطهره فلا يصير عبدا لماله لأنه يخرج جزءا من ماله لله عز وجل، أما من يتحول المال عنده إلى إله فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم" نسأل الله العافية والسلامة والصلاح لنا ولأبنائنا وبناتنا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
تعليقات
إرسال تعليق