القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن إياكم والظلم العظيم


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 25 مايو 2024

الحمد لله وفَّق من شاء لمكارم الأخلاق وهداهم لما فيه فلاحهم يوم التلاق أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الخلاّق، وأشهد أن محمدا عبد الله وسوله أفضل البشر على الإطلاق صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين أما بعد
إن مفهوم التربية في الإسلام هي تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا من جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام وإن شئت قل هي الصياغة المتكاملة للفرد والمجتمع على وفق شرع الله تعالى، وإن التربية ليست قاصرة على تربية الجسم فقط، وليست قاصرة على تعريف الولد ببعض الأخلاق والآداب فقط، بل هي أوسع وأشمل من هذا وإليك بعض جوانبها، وإن خير ما يربى عليه الأبناء، وآكد وأوجب ما يراعى في تربية الأبناء هو التربية الإيمانية. 





فأول ما يغرس الوالدان في قلب الولد الإيمان بالله عز وجل الذي من أجله خلق الله خلقه وأوجدهم، وقال الله تعالى عن لقمان في وصيته لولده كما جاء في سورة لقمان " وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" فأول ما ابتدأ به وأول ما دله عليه في وعظه ونصحه وتوجيهه، أن ذكره بحق الله جل جلاله، وبين له أن ضياع هذا الحق هو الظلم العظيم لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ولقد ركز منهج الإسلام في التربية على تنمية جانب المراقبة لله عز وجل في النفس الإنسانية خصوصا الأبناء، فقال الله تعالى لنبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين تبعا له كما جاء في سورة طه " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. 




"علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع" وقال ابن الإمام حجر رحمه الله واستحب جماعة من السلف منهم ابن سيرين والزهري، وقال به الشافعي أنهم يؤمرون به للتمرين عليه إذا أطاقوه، وكما أن للأبوين الأجر العظيم إذا صبرا على تعليم ولدهما القرآن، حيث قال الإمام السيوطي رحمه الله تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشأون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكين الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال، ويقول أبو بكر بن العربي رحمه الله وللقوم في التعليم سيرة بديعة وهي أن الصغير منهم إذا عقل بعثوه إلى المكتب، وقال الإمام علي بن المديني رحمه الله توريث الأولاد الأدب، خير لهم من توريث المال، فالأدب يكسبهم المال.




والجاه والمحبة للإخوان، ويجمع لهم خيري الدنيا والآخرة، ومما يساعد على ذلك هو تكوين مكتبة صغيرة في المنزل تحتوي على المختصرات المفيدة في الآداب، وكتب السيرة، لا سيما ما يتعلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته، وكتب قصص الأطفال التربوية الهادفة، وكما تعتبر القدوة من أهم وأبرز ما يعين على غرس الصلاح والاستقامة في نفوس الأبناء، حيث قال عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، ودخل أحدهم مع أولاده على إبراهيم الحربي رحمه الله فسأله إبراهيم هؤلاء أولادك؟ فقال الرجل نعم، قال إبراهيم احذر أن يروك حيث نهاك الله فتسقط من أعينهم.

تعليقات