القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن حافظ القرآن الكريم


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 3 مايو 2024

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد لقد دعانا القرآن الكريم في معظم آياته البينات إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فمنه نتعلم الرحمة، والصدق، والعدل، والسماحة، والأمانة، والوفاء بالعهد، وغير ذلك من الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ففي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة، وإن حافظ القرآن الكريم ينبغي أن يتميز عن غيره، فينبغي أن يعرف بطهارة لسانه من الغيبة ومن البذاءة، وبنقاء قلبه. 




وبسمو خلقه في تعامله مع الناس، و باهتمامه بإخوانه المسلمين، ومن هنا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " ينبغي لحامل القرآن أن فى بليله إذ الناس نائمون، و بنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس فرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخلطون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فقالت " كان خلقه القرآن" وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا، حليما حكيما سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا، أي فيه حدة و هي الغضب، وقد قال الفضيل رحمه الله، أن حامل القرآن هو حامل راية الإسلام، فلا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو، تعظيما لله تعالى، كما إن واجبنا نحو القرآن الكريم. 



أنه لا يقف عند تلاوته أو جمعه في الصدور أو حتى تدبره، إنما يتم بالتزام أوامره ونواهيه، بحيث يظهر هذا جليا في أفعالنا وأخلاقنا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فعلى المسلم أن يأتمر بأوامر القرآن الكريم وينتهي عن نواهيه، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم " والقرآن الكريم حجة لك أو عليك " رواه مسلم، فيكون حجة عليك حين تقرؤه فلا يتجاوز آذانك، ولا ينعكس على سلوكياتك وتصرفاتك، فرب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وعن سمرة رضى الله عنه قال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكثر أن يقول لأصحابه " هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وإنه قال ذات غداة " إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما" الحديث وفيه. 




" فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر" وفي رواية " وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل مرة الأولى، قال قلت لهما سبحان الله ما هذان؟ قال قالا لي انطلق" والحديث وفي آخره " أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة" وفي لفظ " والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علَّمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار" البخاري، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقراءته وتعاهده، فعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تعاهدوا القرآن، فوالذى نفسى بيده لهو أشد تفصيا من الإبل فى عقلها " رواه البخاري.

تعليقات