====================
كتب / سمير أبو طالب
====================
اقرا ايضا هنا نابل الجمهورية التونسية
الجلسات العرفية بالشرقية ومحافظات الوجه البحري مازال لها أثرها الكبير فى حقن الدماء، والقضاء على الفتنة، وترتضى العائلات والأسر بالحكم فى قضايا القتل، والقضاء العرفى فى مصر قديم جدا، فإنه يصعب الاتفاق على تحديد تاريخ لدخوله مصر، وهناك آراء ترجح أنه قادم من الجزيرة العربية بصحبة الفاتحين العرب الذين دخلوا مصر واستوطنوها من قرون عديدة، وربما يفسر ذلك سر استمرار القضاء العرفى فى البيئات البدوية والقبلية فى الصعيد والدلتا حتى الآن، لوأد الخلافات الثأرية التى تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ومنع تفاقمها بين العائلات .. ومن بين المحكمين فى الجلسات العرفية الذين ذاع صيتهم، ويتم اللجوء إليهم لفض المنازاعات والخلافات العائلية والأسرية، المحاسب سيد خاطر والذى رفض التقدم للعمدية وعلى حد قوله انه حريص على مساندة ومساعدة الجميع وتقديم كافة الخدمات لهم وأنهاء الخلافات بينهم ولا يتقاضى أى مقابل فى عمله نحو إقامة الجلسات العرفية للصلح ويلبى الدعوة فى أى مكان ببلدته ههيا بمحافظة الشرقية، .. وقال المحاسب سيد خاطر إن الله وهبة ملكة الفصل فى القضايا منذ أن كان طالباً ، وكانت الجلسات العرفية التى شارك فيها وهو طالب لإنهاء خلاف بين العائلات، خاصة بالأطيان الزراعية والمشاكل الأسرية وخلافه ، وأكد المحاسب سيد خاطر أن الجلسات العرفية التى ترأسها نجحت كثيراً خاصة بقضايا متعددة متداولة فى المحاكم، وعقب عقد الجلسات العرفية، تصدر القرارات التى ترضى الطرفين، وبعدها يتم التنازل عن القضايا فى المحاكم بجميع درجاتها، مشيراً إلى أن قريته وتوابعها لا توجد فيها قضية دم واحدة ولا توجد قضايا جنائية، لحل الخلافات بين المتنازعين فى مهدها .. وأكد خاطر، أنه لابد من تهيئة الطرفين المتخاصمين بارتضاء الصلح، بذكر عدد من الآيات القرآنية، وكذلك قبل إصدار الحكم، لابد من حضور جميع الطرفين أو من يمثلهم، ويعلنون التوبة إلى الله وندمهم ، وبعدها يضع ممثلى الطرفين المتنازعين، يد كل منهما اليمنى أعلى المصحف والطرف الآخر أسفله، ويكررون قسم وراءه، هو من أول من قاله فى الجلسات العرفية، بأنهم يرتضون بالحكم العرفى، وفى حالة عدم رضاهم فإن الله يقتص منهم، وفى حالة عدم الارتضاء يتم تغريم الغير موافق عليه مبلغا من المال، وبعدها يتم الإعلان عن الحكم العرفى .. جديراً بالذكر أن المحاسب سيد خاطر أحد أبناء مدينة ههيا المخلصين والذي أجتهد وافنى حياته ووقته لخدمة أبناء مدينته مبتعدا عن الشو الاعلامى فكان رجلا بأمة كاملة، وعلما من أعلام الخير، يعيش حياته يخدم من حوله بكل طاقاته وإمكاناته، فجعلته ظاهرة فريدة وعظيمة ..
فهو وطنا للخير والعطاء في إنسانيته وجميل أخلاقه، لم يغتر بالمناصب ورفض الوجاهة الاجتماعية والسياسية .
تعليقات
إرسال تعليق