القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن الأضحية


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد إن الأضحية هي اسم لما يُذبح أو يُنحر بسبب عيد الأضحى من الإبل، والبقر، والغنم يوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة تقربا إلى الله تعالى، وسميت بذلك والله أعلم لأن أفضل زمن لذبحها ضُحى يوم العيد، والأضحية مشروعة بالكتاب، والسنة، وإجماع الأمة فأما الكتاب فلقول الله تعالى "فصلى لربك وانحر" وأما السنة فلحديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما" 



وأما الإجماع، فأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، والأضحية سُنة مؤكدة لا ينبغي تركها لمن يقدر عليها، وعلى هذا أكثر أهل العلم، ورجّح وجوبها على القادر شيخ الإسلام ابن تيمية، وقال "وأما الأضحية فالأظهر وجوبها فإنها من أعظم شعائر الإسلام، وهي النسك العام في جميع الأمصار، وهي من ملة الخليل إبراهيم الذي أمرنا باتباع ملته" والأحوط للمسلم أن لا يترك الضحية، إذا كان موسرا له قدرة عليها اتباعا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم القولية، والفعلية، والتقريرية، وبراءة للذمة، وخروجا من الخلاف عند من قال بالوجوب، وتشرع الأضحية اتباعا لسُنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام في الأضحية واتخاذها وسيلة وقربة إلى الله تبارك وتعالى، فهي سُنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حين فدى الله ولده بذبح عظيم.




وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تبيّن فضل الأضحية، وإن كان في سند بعضها مقال، إلا أن بعضها قد يعضد البعض، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا" رواه ابن ماجه والترمذى، وقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على ذبح الأضحية وعدم تركها للقادر عليها، وقد ضحّى النبي صلى الله عليه وسلم واختار أفضل الأضاحي تقربا إلى الله تعالى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما"رواه البخاري.




ولذا فإن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها لأن الذبح وإراقة الدم تقربا لله تعالى عبادة مشتملة على تعظيم الله تعالى، وإظهار شعائر دينه، وإخراج القيمة تعطيل لذلك، وكما أن ذبح الأضحية وعدم التصدق بثمنها هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعمل المسلمين، ولم ينقل أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بثمنها، ولا أحد من أصحابه رضي الله عليهم، وهذا ما فهمه علماء الأمة، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "والأضحية، والعقيقة، والهدي، أفضل من الصدقة بثمن ذلك" وفقنا الله وإياك لكل خير، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .

تعليقات