القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 مارس 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، لقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى إلى الله كما قال تعالى فى سورة الفرقان " وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا " وهذه الشكوى لها واقع ملموس في حياة المسلمين سواء من ظاهرة الهجر أو من الخسران الذي وقعوا فيه بسبب ترك العمل بهذا القرآن، فإن هجر القرآن الكريم له عدة صور منها هو ترك الإيمان به وعدم التصديق بما جاء فيه، وعدم تدبره وتفهمه، وترك العمل به، وعدم امتثال أوامره واجتناب زواجره، ومن هجرانه عدم تحكيمه فى جوانب الحياة كافة. 




ومن هجرانه عدم قراءته، وعدم العناية بحفظه ونشره في العالمين، وإنه لما حرم المسلمون أنفسهم من هذا الكنز العظيم والدستور الكامل لجؤوا إلى قوانين البشرية المبنية على المصالح الفردية ووقعوا في الخلل والظلم والأمراض النفسية والهم والحزن وعدم فهم التاريخ وحقيقة عداوة الكفار والمشركين والمنافقين، وأما عن قوله تعالى " هدى للناس" فإن هدى في موضع نصب على الحال من القرآن، أى هاديا لهم، وبينات عطف عليه، والهدى هو الإرشاد والبيان، أى بيانا لهم وإرشادا، والمراد القرآن بجملته من محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ، ثم شرف بالذكر والتخصيص البينات منه، يعني الحلال والحرام والمواعظ والأحكام، وبينات جمع بينة، من بان الشيء يبين إذا وضح، والفرقان ما فرق بين الحق والباطل، أي فصل، فهو الطريق الصحيح للحرية والكرامة. 




فهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وصدق الله العظيم الذى قال فى سورة طه " ومن أعرض عن ذكرى فإن له معسشة ضنكا " ولقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بقراءة كتابه المبين، ورتب على القراءة الأجر الكبير وسواء قلت القراءة أو كثرت فان القارئ لا يعدم أجرا قوله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " وإن ملازمة قراءة القرآن الكريم صحبة خير تفي صاحبها حقه في الدنيا وتشفع له في دار الآخرة، وفي صحيح مسلم يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " وإن الحفظ صنو القراءة ففي الحديث الشريف " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب" 




ولقد شرع الله تعالى القرآن والحفظ من أجل إن يتزود العباد من الحسنات ومن أجل الارتباط بالقرآن قراءة وفهما وعلما فإن القراءة لا تجدي نفعا إلا بتدبر المعاني وبتفهم الآياتف قال تعالى فى كتبه الكريم " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " بل إن الله تعالى أمر بالتدبر، هذا وصلوا وسلموا على النبي المختار، سيد الأبرار، صادق الأخبار، فقد أمركم الله بذلك ليل نهار، فقال الواحد القهار " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فاللهم صل على عبدك ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بشر وسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.

تعليقات