.........
الحب في إفك البشر يا صغيرتي
معلق على سارية العبودية
يتساقط ذرة ذرة من الرطوبة والرُخُو
الاكاذيب رَثَتَتْه ...دبقته ..غافَلَته
من كثافة الكَلف...
بات جسده باردا كبرودة سُباتهم
في شتائهم وصيفهم وبقية أعمارهم ..
فلتتعاظم الأنفة في أكفاننا
لن نسأل الجماد إلحافا
غِطاءُه سَفرة من تغيظ تلصص..
فبُعدا ..بُعدا..
لا احد يغادرنا ياحلوتي ...نحن هاجرنا منهم
بعد سكوت الأنفس اللوامة وموتها
أو قتلها ...هذا ما يَصِح من ما يطفو على أغوارهم..
كما طيور السلام غَرُبنا عن أحياءهم
عن رصيفهم المضيء شعائر باطلة ..
لم نعد نهارا يدعوهم لأفضل مرور
من نهاية نفق الحياة
فلا نليق بدفئ السُبات
لا يهم ...
فقد نزحنا بكل كَرُماتنا من مصارع الأقطاب الجامدة ...
أُعفِينا من مخالطة قحل الصدور
بعد أن أخذته سِنَةٌ بغثة
فبعدا بعدا ...وتعففا تعففا ..
لن نسأل ما هضمته ديدان زندقتهم إلحافا ..
نحن تورد سماء يا بنيتي
نفشت تبخثر زمهريرها
فوق أرواح غادر بها الضَلال أجساد الطين
نحو ظِلال أجساد النار الآبقة...
فعَلَّم فوق جبين ملامحمهم
من إغتيال الخجل ...طلقة
أثرٌ للخَبث معلن معلن ياحبيبتي ..
أما قراطيسهم سئمت صرخة النقمة ..
ترمدت فوق الحرق كلما وُقدت من جُذوة الصمت ...
فلا تبكي صغيرتي
على صرير البطون أو وجوم الشظايا
لا تلاطفي البنفسج المرمي
على مصائد النعوش المتناثرة لآلئ مصدوعة
ولا تُناظري القحل الذي بُتِرتِ منه
بعيون ناعسة ...
ولا يحزننك تعودهم على قوقعة التكسُح ...
كان حلمنا نزوة كابوس في
تلاطمهم المُعَايَنِ من الدناءة
المسلوب من العطش لساقيات الجِنان
لكن نحن... رأَينا اليقين في عيون تبرق إيمانا بالحلم
نعم ..وعرفنا الحب...
عرفنا الحب يا سلسبيل أبيك
في زخات الإصطفاء ..
ليس عبثا أن يذيقنا الإله طعم المحبة السماوية
المعسلة بالنور .. المفقودة في مزاريب الأرض
ليس هباءً أن يُدمَج في رحابنا
رحيق آخر النُبوة
بعد فلاته من نكسة المشاحنين فينا بالهوية
بنَعوَة الإنقراض..
الحب إختيار وقبول بالأقدار
أن نلحق بثلة الأولين
فنكون من القليل الآخرين
وأن نرى عند بلوغ قلوبنا الحناجر
الواقعة القادمة فوق جُبنهم
إن عُجِلت أو أُمهِلت ..
اشعري مثلما كنت أشعر ..
بغمرة الحب المقدس في الأبدية
وبادليه إنحناءة الحمد
عند الوقوف على عتبة البلاء
فهذا ميراثي في جينك
نحن أجلٌ سعيد ..
جسدُ شهيدٍ يلتوي في بَدلة عرسه البيضاء
فهاهنا لا فرق بين المشيب وبسمة غافية في
تعب الصبيان ...
روح نحن تمتزج بالشِعاب تحرض الجذور
أن حوطي الأرض بعمق ذراعيك...
ليس صدفة أن تكبري كإمراة في ورقة طفلة
وليس غريبا أن تنفطم منك دغدغة البراءة
كنتم يا سرايانا الباقية
نتاج تكحُلِ الدُجى بكبائر أيدهم
رجال نمت فسائل في قعر إصيص
زرعها القضاء العادل رئة للكرامة
في محراب قداسة الوطن ..
لطالما ازدرت وجوهكم مَرار البكاء ..
فأخزيتم أصحاب الشوارب العريضة
المزينة بالأصوات الناعمة ..
صغيرتي لا تسأليهم ولو دون قصد نظرة حب
فقد تذلل للنباح رَمقهم
مخيبانبضهم..
حين زاره التشهد ..لم يجد غير الغوغاء
من لعقة الأحذية ...
غادرناهم حاملين قناعة يومنا الصافي في كدر العواصف ..
نحن يا سلالة البقاء
أبناء الحياة بعد الموت
وُهبنا بركة بَدرِ دماءنا حبات مسك
ثخومنا لا تعصينا ..فأمنياتنا تقوم الليل
ترحيبا بملك الموت
كنا ومازلنا الجودي
في تطوع الغلمان لجمع الأشلاء ...
في جمهرة المشيعين
وفي حَجَر مربوط خلف النِطاق..
فامكثي يا بنت أبيك دهرَ صمود
وانبلجي كموعد برتقالي ..
يأكل الخيوط السوداء ..
فالحب معركةُ حربةٍ مع الصدأ
ورباط وَصل بين المملوك والملك
عنونه المُسطر في الرِّق
أصحاب الحق ...
بقلمي
#عتيقة رابح #زهؤة المدائن
الجزائر 
تعليقات
إرسال تعليق