بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 9 مارس 2024
الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، روري في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال "آمين آمين آمين، قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين، قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين" إلى آخر الحديث، فيا أيها الخاسر، إياك أن يرحل رمضان وربما تكون خسرت خسارة عظيمة، ولكن الحمد لله، فما زال الباب مفتوحا والخير مفسوحا، وقبل غرغرة الروح.
ابكى على نفسك وأكثر النوح، فإن هذه بعض الثوابت الإيمانية التي رأيناها في رمضان في أعوام ماضية، ولا ينبغي لمسلم صادق أن يتخلى عن هذه الثوابت بعد رمضان الذي سيبدأ سحورة غدا، ونحن في أمس الحاجة إلى وصية سيد ولد عدنان إلى وصية الحبيب المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام، حينما جاءه سفيان بن عبد الله وحديثه في صحيح مسلم، وقال يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم" قل آمنت بالله ثم استقم" وها هو شهر رمضان قد أوشك علي القدوم، فكلها ساعات وسينتهى شهر شعبان وهو شهر رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان يداوم فيه علي القيام والقرآن والبر والجود والإحسان، فإياك وأن ينتهي منك رمضان.
كما انتهي منك شعبان وانت في غفلة وقد شغلتك الدنيا بزخارفها وملذاتها وساعتها سبندم أشد الندوم ويقول لسان الحال فيا عين جودي بالدمع من أسف على فراق ليالى ذات أنوار على ليالى لشهر الصوم، ما جعلت إلا لتمحيص آثام وأوزار ما كان أحسننا والشمل مجتمع منا المصلي ومنا القانت القاري فابكوا على ما مضى في الشهر في أعوام ماضية بين مقصر ومفرط، واغتنموا ما قد بقي من فضل أعمار وإنا لله وإنا إليه راجعون وهكذا أقبلت أيام الخير والبر والفضل والطاعة، ولا شك أن ربنا جل وتعالى قد اختص رمضان بكثير من رحماته وبركاته، فأنت ترى الناس تقبل على طاعة الله في رمضان بأريحية عجيبة، وبيسر وسهولة غريبة لأن الله قد هيأ الناس في رمضان للطاعة.
وقد سهل الطاعة للصادقين من المؤمنين في رمضان، ولكن ليس معنى ذلك أن نعرض عن كثير من الثوابت الإيمانية بعد رمضان، فأنت ترى المساجد معطرة بأنفاس الصائمين في رمضان، فيجب علينا أن نداوام علي ذلك حتي نفوز بالجنة من رب العباد، فاللهم انصر إخواننا المستضعفين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم كن معهم، اللهم أبرئ جريحهم، واشف مريضهم، وحمل حافيهم، وآو طريدهم وشريدهم، وارحم ميتهم، اللهم إنك تعلم ما يلاقون وأنت القوي، وأنت على كل شيء قدير فانصرهم، وسدد رميهم وثبت أقدامهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، اللهم ابطش بالظالمين، واقصم ظهور الجبارين، اللهم إنا نسألك يوما قريبا تأتنا به بالفرج يا رب العالمين، اللهم فرج عن أمة محمد صلي الله عليه وسلم اللهم انصر دينك وكتابك وسنة رسولك صلي الله عليه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق