القائمة الرئيسية

الصفحات

««ياسمين والفانوس »» 
بقلم//دنياإبراهيم 

"كان ياما كان ولا يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام. 
كان هناك ملك وملكته يعيشان في سلام، ومعهما ابنتهما، ياسمين: كانت جميلة للغاية، ذات عيون تسحر أي إنسان، وشعر طويل جميل لا مثيل له. ومع مرور السنين، زاد جمال ياسمين: يومًا بعد يوم، وكان كل أمير في كل مكان، يرغب الزواج منها، وكان منهم من يطمع في مال أبيها، ومنهم من يطمع فى المُلك. وفي أحد الأيام ذهب الملك والملكة وأبنتهم في رحلة لتفقد أحوال المملكة. وأثناء عودتهم توفي الأب والأم في حادث، وأصبحت ياسمين: وحيدة وتخاف من كل الناس، وخطرت في ذهنها فكرة غريبة. ذهبت إلى النحاس الذى كان يعمل فى القصر وكان يحبها ويخاف عليها، وطلبت منه أن يصنع لها فانوساً من الذهب، وأن يصنع لها غرفة بداخله يكون فيها كل ما تحتاجه، ويعرضه للبيع ويأخذ كل الأموال التي يطلبها، ولا يخبر أحد بسر هذا الفانوس. وافق النحاس على الفكرة وقالت له: عندما يشتري أحد هذا الفانوس، أحضر لي طعاماً يكفيني لمدة أسبوع واصنع لي قفلاً من الداخل وعين سحرية، حتى أرى منها كل اتجاه، ولا يراني أحد وتضع لي حجارة تضيء لي الظلام. وعندما انتهي النحاس من صنع الفانوس كانت ياسمين: تذهب إليه كل يوم وتدخله وترى وهى بداخله من يريد شراءه ومن ينجذب إليه قلبها. ويأتى إليه الكثير من الناس، لكن قلبها لن ينجذب إلى أي شخص منهم. مرت أيام كثيرة وفي أحد الأيام جاء أمير جميل مع ابنة عمه. كانت متسلطة ولم يعجبها أي شيء. لكن الأمير توقف أمام الفانوس وظل ينظر إليه بإعجاب. فقرر أن يأخذه وقال للنحاس: سأشتريه بأي ثمن. أنا منجذب له جدًا، وكل جزء فيه أعجبني." قال له النحاس: الثمن. وافق الأمير، لكن ابنة عمه رفضت بشدة السماح له بأخذه. فقال لهاالأمير: هيا سأعيدك إلى القصر. ذهب الأمير من محل النحاس، وهنا خرجت الأميرة سعيدة. لقد رأت أخيرا ما كان قلبها يتوق إليه. قال النحاس: ولكنه خرج. فقالت له: «سيأتي». لقد شعرت بذلك من النظرة في عينيه. وطلبت من النحاس أن يعد لها طعاماً يكفيها لمدة أسبوع، وبعد فترة جاء. الأمير:ومعه حراسه ومعه الأموال المطلوبة ثمن الفانوس العجيب. وذهب به إلى القصر ووضعه في جناحه الخاص. كان يقضي وقتًا طويلاً واقفًا أمام هذا الفانوس، يتأمله بالحب وإعجاب، لأنه كان يقدر هذه التحف الثمينة، وكانت ابنة عمه تغضب منه أكثر فأكثر لأنه أهملها ولم يعد يهتم بها. في الأصل لم يكن يحبها، لكن هذا ما فرضته عليه الأسرة، ومر يوما بعد يوم، وجاء آخر يوم في الأسبوع ولم يبق أي طعام لياسمين:في الفانوس. ولاحظت أن الأمير كان يحضر طعامه إلى غرفته، ففي الصباح كان الخدم يحضرون له سبعة أنواع من الطعام. وقبل أن يأتي الأمير: لتناول الطعام، خرجت ياسمين: من الفانوس وأخذت أحد هذه الأطباق. ودخلت بسرعة إلى الفانوس. يومًا بعد يوم، لاحظ الأمير ذلك وقال للخدم: من يأخذ هذا الطبق المفقود من طعامي؟ وتفاجأ الخدم أيضًا، ولم يعرف أحد منهم أين يختفي هذا الطبق. فتعجب الأمير وقال: أنا سأعرف هذا السر بنفسي. وفي الصباح طلب الأمير: الطعام واختبأ في مكان ما في الغرفة. وعندما رأى ما لم يتوقعه أحد، وجد الفانوس مفتوحًا وخرجت منه حورية جميلة. وقف الأمير مندهشا وظل صامتا حتى رأى ما يحدث. وجدها تأخذ طبقًا.", "من الصحون ودخلت الفانوس مرة أخرى وذهب الأمير: إلى طعامه وهو في غاية السعادة وكان يضحك ويغني وينظر إلى الفانوس وكأنه يقول له شيء وتفاجأت ياسمين: وهى داخل الفانوس بهذا الأمر لكنها كانت سعيدة جداً لسعادته وكانت تنظر إليه وتلتقي أعينهما رغم أنهما لا يرى بعضهما البعض وظل الأمير جالساً أمامه. يتكلم ويغني، وجاء وقت الغداء وطلب الأمير الطعام وأحضر الخدم الطعام. هنا كانت ياسمين جائعة جداً وكانت تبحث عن فرصة للخروج وإحضار بعض الطعام، لكنها تفاجأت عندما دعاها الأمير لتناول الطعام وقال لها اخرجي ولا تخافي مني. أعدك أنني لن أؤذيك. وبعد فترة سمع الأمير صوت الباب ففرح للغاية عندما رآها أمامه ووجد أمامه أجمل امرأة في الكون كله. فرحب بها وقال لها: سأعرف كل شيء عنك بعد الأكل."
بدأت ياسمين: في الأكل ونظر إليها الأمير بدهشة وإعجاب. وبعد أن انتهت من تناول طعامها، روت له قصتها، وأنها تخاف من كل الناس وكل من يطمع في مملكة أبيها، فقررت أن تترك كل شيء وتذهب. أخبرته عن اتفاقها مع النحاس، وبدأ كل منهما يهتم بالآخر. ونشأت قصة حب بينهما، ولم يغادر الأمير غرفته حتى لاحظت ابنة عمه التي كانت مثل خطيبته هذا الفانوس وبدأت تغار منه، وقررت التخلص منه. وكانت تنتظر اللحظة المناسبة. أما الأمير، وياسمين: فقد أعطى كل منهما للآخر خاتمه.
 كهدية. مرت الأيام وهم سعداء ويفكرون في كيفية إظهار ياسمين: للجميع. ثم جاء أحد الحراس يطلب من الأمير أن يذهب إلى الملك في أمر ما، وقد رتبت خطيبته ذلك. وعندما ذهب للقاء الملك، جاءت ابنة عمه مع الحراس، وأخذوا الفانوس وألقوه من أعلى القصر. وعرفت ياسمين: خطتهم، وفي اللحظة المناسبة فتحت باب الفانوس وألقت بنفسها وسقطت على سطح أحد المنازل. اندهش رجل فقير عندما رآها أمامه، فقصت عليه القصة كاملة ورجته أن تبقى معه حتى لو كانت خادمةً لديه. فوافق الرجل وقال لها: «أنا أعيش وحدي، ومن الآن تصبحين ابنتي». فرحت ياسمين، وذهب هذا الرجل الفقير إلى عمله وعاد إلى البيت ليجده جميلاً ومرتباً. أما الأمير فقد أصابه الجنون والضجر... من البحث عن ياسمين: في كل مكان ولم يجدها، لكنه علم أنها لم تمت وأنها ألقت بنفسها من الفانوس قبل أن يسقط على الأرض. .
تعب الأمير ومرض ولم يعلم أحد ما به. وبدأ الملك يبحث له عن طبيب في كل مكان، لكنه لم يجده. وهنا قال الملك: «من عالج مرض ابني أعطيه نصف مالي، ومن أخطأ في علاجه أقطع رأسه». جاء طبيب واثنان، لكنهما لم يكونا محظوظين. وفي أحد الأيام، جاءت امرأة عجوز إلى القصر وطلبت الدخول لعلاج الأمير. فضحك عليها الحراس وقالوا لها: «سوف تقطع رأسك أيتها العجوز». عزمت على الدخول فدخلت إلى الأمير. فتكلمت معه بكلام غير مسموع للحاضرين وقالت للملك: أريد من كل من في المدينة أن يأتي بطبق فيه مرقة دجاج، فيأتيه الشفاء من أحدهم. فقالت للملك: اطلب من كل أهل المملكة هذا الطلب سواء كانوا أغنياء أو فقراء. الطبق الذي يشفي منه الأمير، سوف يتزوج من صانعته. وهنا أصدر الملك منادياً في جميع أنحاء المملكة بهذا النداء لكل فتاة في المملكة أن تحضر طبقاً من المرق وترسله مع والدها أو والدتها إلى الأمير. الطبق الذي يتم فيه الشفاء سوف يتزوج من صانعته، وانتشر الخبر في جميع أنحاء المدينة. كلها حتى سمع الرجل العجوز هذا النداء، وذهب سريعاً إلى المنزل وهو سعيد وأخبر ياسمين بما سمع وقال لها: "اذبحي هذه الدجاجة وأحضري منها طبق مرق". ففرحت ياسمين وطهت الدجاجة وأعدت طبقاً لذيذاً من المرق. ذهب الرجل إلى القصر وكان الحراس يرفضون مروره لولا أنه قال بصوت عالٍ أنه معه. مرق للأمير والحراس يمنعوا دخولي. فسمعته العجوز فصرخت فيهم وقالت لهم: دعوه لعلي، ولعله فيه الشفاء. دخل الرجل العجوز القصر وقدم له طبق مرق. فأخذها الأمير بملل، ولكن عندما أخذ منه ملعقة ووجد خاتمه فيها فرح، وصرخ وقام من سريره وهو يصرخ ويقول: من صاحب هذا الطبق؟ وكانت السيدة سعيدة: لأنها نجت من قطع رأسها وشفى الأمير وأخذه الرجل الفقير إلى بيته فوجد حبيبته هناك وتزوجها وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات توته توته خلصت الحدوته. 

النهاية

تعليقات