بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 7 مارس 2024
الحمد لله، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خير من علَّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليما مزيدا ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن المعارك وإنتصارات المسلمين في هذا الشهر المبارك، فكانت فى أولى المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام، كانت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر رمضان من العام الثانى للهجرة، فقاد النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة من أصحابه لاعتراض قافلة لقريش يقودها أبوسفيان بن حرب.
إلا أن القافلة اتخذت طريقا آخر، مما دفع كبار قريش إلى الخروج من مكة والتصميم على ملاقاة المسلمين في معركة مباشرة، ظنا منهم أنها ستكون نزهة عسكرية، وكانت هذه المعركة هى الانتصار الأول للمسلمين في تاريخهم الحربي، فقتل من جيش قريش سبعين ووقع مثلهم في الأسر من أصل ما يقرب من ألف مقاتل، فيما استشهد أربعة عشر صحابيا من المسلمين، من ثلاثة مائة وثلاثة عشر كانوا عدد المسلمين فى تلك المعركة، وأكسب الانتصار في تلك الغزوة روحا معنوية عالية للمسلمين، أعطتهم الثقة في أنفسهم لمواجهة أعدائهم من يهود المدينة الذين كانوا يكيدون للمسلمين، وكذلك مواجهة قريش أخرى، وكان من الإنتصارات هو فتح مكة، فى عشرين من رمضان عام ثمانى هجرية، فقد قاد النبى الكريم صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة.
بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية مع حلفاء النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، واعتداء قبيلة بني بكر حلفاء قريش على قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين، ودخل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مكة بعد أن استسلم أهلها وعلى رأسهم سيد مكة أبوسفيان بن حرب، وهنا ظهرت أخلاق النبى الكريم صلى الله عليه وسلم في التعامل مع قومه حينما عفا عنهم جميعا، رغم ما فعلوه به وبأصحابه قبل هجرته إلى المدينة، وكان فتح مكة هو بداية سيطرة الإسلام على الجزيرة العربية بأكلمها، وانتهت أكبر قوة مناوئة لانتشار الإسلام بين العرب، وأيضا كان من الإنتصارات هو فتح الأندلس، فلم يمر قرن على الهجرة إلا وكان الإسلام قد وصل إلى الصين شرقا، وإلى المحيط الأطلنطي غربا، وفى الثامن والعشرين من رمضان عام اثنين وتسعين هجرية.
كانت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، تقرع أبواب أوروبا عن طريق الأندلس وهى إسبانيا والبرتغال حاليا، فعبر طارق بجيشه المضيق الذى عرف باسمه ليلاقى جيوش القوط ويهزمها في معركة وادى لكة والتي فتحت الباب أمام المسلمين لفتح شبه الجزيرة الأندلسية، وظلت الحضارة الإسلامية في الأندلس لمدة ثمانى قرون، وكانت أحد أهم معابر الحضارة بين المسلمين وأوروبا، وانتهت الحضارة الإسلامية في الأندلس بسقوط مملكة غرناطة في الثانى من يناير عام الف وربعمائة واثنين وتسعين ميلادية، على يد الملكين فرناندو وزوجته إيزابيلا، وأيضا كان من الإنتصارات هو معركة بلاط الشهداء، وما زلنا فى التاريخ الأندلسى، فبينما فتح المسلمون نصف فرنسا الجنوبى كله، وكانوا على بعد كيلومترات قليلة من باريس.
وفى شهر رمضان عام مائة وأربعة عشر هجرية، التقى جيش المسلمين بقيادة عبدالرحمن الغافقى، ضد جيوش أوروبا بقيادة شارل مارتل فى معركة بلاط الشهداء أو كما تسمى في الغرب بمعركة بواتيه، ودارت مناوشات عديدة بين الجيشين كان الانتصار حليفا للمسلمين فيها، إلا أن المعركة لم تحسم لطرف من الأطراف، وفى وسط القتال استشهد قائد المسلمين عبدالرحمن الغافقي، مما أدى لانسحاب الجيش الإسلامي من المعركة، وكانت هذه آخر محاولات المسلمين لفتح فرنسا.
تعليقات
إرسال تعليق