بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 مارس 2024
الحمد لله الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان، ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، ومن خصائص شهر رمضان أن الله تعالى أنزل فيه كتابه الحكيم، ليطهر به القلوب ويملأ العقول حكمة، حيث أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم إلى السماء الدنيا، جملة واحدة، أو إبتداء نزول القرآن فيه، ثم تنزلت آياته بحسب ما تقتضيه حكمة الله تعالى.
ومما يميز شهر رمضان أن الله تعالى فرض على المسلمين الصيام في نهاره، وتجدر الإشارة إلى أن للصيام أثارا عظيمة على العباد، إذ إنه يزكى أخلاقهم، ويطهر قلوبهم، ويصلح أنفسهم، وليس المقصود من الصوم تعذيب النفس بالجوع والعطش، بل تطهيرها وتزكيتها وقد حث الشارع العظيم على الإنفاق فى سُبل الخير كافة فى شهر رمضان لما له من فضل في هذا الشهر على سائر الشهور، مصداقا لما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون فى رمضان" ومن الأعمال الفاضلة فى رمضان تلاوة القرآن الكريم، وقيام الليل، والتهجد، ومن أهم مزايا شهر رمضان المبارك أنه كان الشهر الذى فتحت فيه مكة، فإستوثقت به عرى دولة الإسلام.
وارتفعت بسببه كلمة الإسلام فى بلاد العرب، وكان حجر الأساس في الفتوحات الإسلامية فى الشرق والغرب، وقد فرض الله تعالى صيام رمضان على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وجعل صيامه ركنا من أركان الإسلام، وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع مرات قبل وفاته، ومن الجدير بالذكر أن أهل اللغة قد اختلفوا في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، حيث قال فريق منهم أن السبب في تسمية شهر رمضان يرجع إلى أنه يصادف قدومه وقت الحر الشديد في أغلب الأحيان، لذلك فقد اشتق العرب اسم الشهر من الرمض وهو شدة الحر، وقال فريق آخر أن السبب في التسمية يرجع لإرتماض الصائمين فيه من شدة حر الجوع والعطش، وذهبت جماعة أخرى من أهل اللغة إلى أن سبب التسمية يرجع.
إلى أن القلوب تأخذ فيه من حرارة الإيمان والفكرة والموعظة، كما تأخذ الحجارة والصخور من حر الشمس، وقالت جماعة أخرى أن الرمض هو الإحتراق، لذلك فإن سبب تسمية رمضان بهذا الاسم ترجع إلى رمض الذنوب والسيئات أي إحتراقها بالأعمال الصالحة، وقيل أن التسمية مأخوذة من رمض الذنوب أى غسلها بالأعمال الصالحة، لأن الرميض هو السحاب والمطر في آخر الصيف وأول الخريف، وقيل في سبب التسمية أن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم في شهر رمضان، أى يجهزونها ويحشدونها للحرب في شهر شوال، وبما أن صوم رمضان واجب محدد بوقت معين من كل عام، ولا يصح أداء هذه الفريضة إلا فيه، فلا بد من معرفة الأحكام المتعلقة بدخول شهر رمضان وخروجه حتى يتم الواجب بشكل صحيح.
تعليقات
إرسال تعليق