القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن استقيموا إلي الله واستغفروه


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 29 فبراير 2024

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد لقد كان الإمام الشافعي له كل يوم طوال العام دروسا للعلم تمتد من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، وكان يدرّس فيها لقوم تلاوة القرآن وتجويده، ويدرّس لقوم بعدهم ساعة في الفقه، ولقوم بعدهم ساعة في التفسير، ولقوم بعدهم ساعة في الحديث، ويظل إلى صلاة الظهر، فإذا جاء شهر رمضان فضّ مجلس العلم وتفرّغ لتلاوة القرآن الكريم وطاعة الرحمن سبحانه وتعالى، حتى روي أنه رضي الله عنه كان يقرأ القرآن في شهر رمضان ويختمة ستين ختمة، ثلاثين ختمة بالنهار وثلاثين ختمة بالليل. 



وهذا توفيق من الله عز وجل، وكذلك الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، كان يدرّس الحديث والفقه في المسجد النبوي الشريف، فإذا جاء شهر رمضان صرف طلاب العلم وتفرغ هو وهم للعمل بما تعلموه من العلم، من الصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الرحمن سبحانه وتعالى، وأما عن يوم الشك فهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله، وأما يوم الغيم فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه، وهو قول الأكثرين، والمعنى الثاني هو الفصل بين صيام الفرض والنفل، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع، ولهذا حرم صيام يوم العيد، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام، وخصوصا سنة الفجر قبلها.



فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة، ولهذا يشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها، ولما رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر، فقال له " آلصبح أربعا " رواه البخارى، وربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل شهر رمضان يراد به اغتنام الأكل، لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، وهذا خطأ وجهل ممن ظنه، فقد روى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال، قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" وعلى هذا فإن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان. 




كما صرح بذلك الحديث الشريف، وأما مضاعفة الحسنات فيه فلم نقف لذلك على دليل فيما اطلعنا عليه، والذي لا شك فيه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، كما في الصحيحين وغيرهما عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر منه صياما في شعبان" فإن شهر شعبان كغيره من الشهور، التي يجب على المسلم أن يؤدي فيها فرائض الله عز وجل، وأن يحقق طاعته تبارك وتعالى، وأن يصون النفس عن كل المحرمات والمآثم والسيئات، فيقول الله عز وجل فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة فصلت " فاستقيموا إليه واستغفروه".

تعليقات