بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن شهر شعبان هو شهر الهدي النبوي والسنة النبوية في حب الطاعة والعبادة والصيام والقيام، فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان" وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله "
وفي رواية لأبي داود قالت "كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان" وهذه أم سلمة رضي الله عنها تقول "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان " ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه "وكان أحب الصوم إليه في شعبان" ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان قال ابن رجب "إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور" وقال الإمام ابن حجر في الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان، وقال الإمام الصنعاني وفيه دليل على أنه يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره، وذكر العلماء في تفضيل التطوع بالصيام في شهر شعبان على غيره من الشهور، أن أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده.
وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وإذا كان شهر شعبان شهرا للصوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو شهر لنوافل الطاعات كلها فينطلق فيه المسلم من حديث " إن الله تعالى قال من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر فيه، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " ولما كان شهر شعبان كالمقدمة لشهر رمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام.
وقراءة القرآن والصدقة، فهو ميدان للمسابقة في الخيرات والمبادرة للطاعات قبل مجيئ شهر الفرقان فأروا الله فيه من أنفسكم خيرا، فاللهم إنا نسألك العزيمة على الرشد، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، ونسألك اللهم سترك ورحمتك يا أرحم الراحمين، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه الكريم، وهدانا للاستمساك بهدي رسولنا الأمين، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
تعليقات
إرسال تعليق