القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن منزلة التوبة وأهميتها


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 29 فبراير 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المسلمين، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المصلين، نسأل الله أن يثبتنا على ذلك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة، رب اغفر لى وتب على إنك أنت التواب الرحيم " رواه أبو داود والترمذى، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا حاله مع التوبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو من هو، هو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يتوب في المجلس الواحد مائة مرة. 





وما هذا إلا ليلفت أنظارنا إلى منزلة التوبة وأهميتها وحاجتنا إليها، لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم " كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي ، فمهما حدث من أخطاء، فربنا كبير، يحب عبده التائب، ويفرح به ويغفر له، فنحن بحاجة إلى أن ندخل رمضان ونحن على طهارة تامة من كل الذنوب، ولن يكون هذا إلا بالتوبة النصوح، وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟ فأجاب أن ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح، وكل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة أو موضوعة لا أصل لها، وهي ليلة ليس لها خصوصية، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف، فلا يجوز أن تخص بشيء" 





وأما عن الصيام في آخر شهر شعبان، فقد ثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا ؟ قال لا، قال صلى الله عليه وسلم فإذا أفطرت فصم يومين" وفي رواية البخارى، قال أظنه يعني رمضان وفي رواية لمسلم "هل صمت من سرر شعبان شيئا ؟ رواه البخارى ومسلم، وقد اختلف في تفسير السرار، والمشهور أنه آخر الشهر، ويقال سرار الشهر بكسر السين وبفتحها وقيل إن الفتح أفصح ، وسمي آخر الشهر سرار لاستسرار القمر فيه، أي لاختفائه، فإن قال قائل قد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صوما فليصمه" رواه البخاري ومسلم. 




فكيف نجمع بين حديث الحثّ وحديث المنع فالجواب، أنه قال كثير من العلماء وأكثر شراح الحديث "إن هذا الرجل الذى سأله النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن له عادة بصيامه، أو كان قد نذره فلذلك أمره بقضائه" وقيل في المسألة أقوال أخرى، وخلاصة القول أن صيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال، أحدها وهو أن يصومه بنية الرمضانية احتياطا لرمضان، فهذا محرم، والثاني وهو أن يصام بنية النذر أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك ، فجوّزه الجمهور، والثالث وهو أن يصام بنية التطوع المطلق ، فكرهه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر، ومنهم الحسن، وإن وافق صوما كان يصومه، ورخص فيه مالك ومن وافقه، وفرّق الشافعي والأوزاعي وأحمد وغيرهم. 




بين أن يوافق عادة أو لا، وبالجملة فحديث أبي هريرة رضى الله عنه السالف الذكر، هو المعمول به عند كثير من العلماء، وأنه يكره التقدم قبل شهر رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أو يومين لمن ليس له به عادة، ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شهر شعبان متصلا بآخره.

تعليقات