القائمة الرئيسية

الصفحات

الدكروري يكتب عن أقبلت الأيام المباركة -بوابة الإخبارية نيوز

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024
الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة القوي الجبار، شديد العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، رب الأرباب ومسبب الأسباب وقاهر الصلاب وخالق خلقه من تراب قاصم الجبابرة وقاهر الفراعنة والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد، ليبين لهم الحلال والحرام وليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته ، فأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن وبين يدي هذا القدوم نعيش في شهر شعبان مذكرا جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير، والمسلم يعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة، ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقا خاصا فيفرح بقدومه ويستبشر به خيرا.

ومن هنا كانت تلك الوقفات التربوية مع هذا الشهر الكريم، فهو الشهر الذي يتشعب فيه خير كثير من أجل ذلك اختصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة تفضله على غيره من الشهور ولذلك يتميز شهر شعبان بأنه شهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهو الشهر الذي أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضله على غيره من الشهور، فقد روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول ما في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان" ولكن هل تحب ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي المسلم، وهل تجد في نفسك الشوق لهذا الشهر.
 

كما وجده الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل تجعل حبك للأشياء مرتبطا بما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهو إختبار عملي في أن تحب ما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو القائل " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " وشهر شعبان هو الشهر الذي فيه ترفع الأعمال إليه سبحانه وتعالى، ففي هذا الشهر يتكرم الله تعالي على عباده بتلك المنحة عظيمة، منحة عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى، وبالتالي قبوله ما شاء منها، وهنا يجب أن تكون لنا وقفة تربوية، فإن شهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام، فبم سيختم عامك؟ ثم ما الحال الذي تحب أن يراك الله تعالي عليه وقت رفع الأعمال؟ وبماذا تحب أن يرفع عملك إلى الله ؟ 

فهي لحظة حاسمة في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها رفع أعمال العام كله إلى المولى تبارك وتعالى القائل " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " فهل تحب أن يرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات على دينه وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية، أم تقبل أن يرفع عملك وأنت في سكون وراحة وقعود وضعف همة وقلة بذل وتشكيك في دعوة وطعن في قيادة، فراجع نفسك أخي الحبيب وبادر بالأعمال الصالحة قبل رفعها إلى مولاها في شهر رفع الأعمال، فاللهم أصلح شبابنا وشباب المسلمين وأحفظهم من الفتن، واللهم وأرزقهم التوفيق والنجاح والصلاح في الدنيا والآخرة، واللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

تعليقات