تَعقَبنيِ طبيبٌ فى مَحفَلٍ
قال يا هذا تَدَاوىَ
فأنت عَليل
وتِرياقُ دائُكَ عندى
وأنا بهِ كفيل
قُلتُ يا طبيب
لا يَعلمُ دائى
سوايا وربٌ جَليل
أكتُمُ دائى فى ذاتى
ويَكشِفُهُ شَهيقٌ يُلازمُنى
وإطراقٌ فى قلبى طويل
وَوَجْهٌ علاماتُ الحُزنِ فيه
وجِسْمٌ كالخيالِ ضَنٍّ نَحيل
وإثباتُ ذلكَ فى وجهى
إذا صحَّ الدليل
فدَعكَ عَنِّى
فإنِّى إلى دائى أميل
ولا أظُنُّ أنَّ ما بَقىَّ
مِنَ العُمرِ إلَّا قليل
فواللهِ إنَّكَ
لا تَعْرِفُ ما تقول
قال يا هذا
أرىَ فيكَ نُحُول
وعِلَّتُكَ فى بَدَنِكَ
هى الذُبُول
وفى عَينَيكَ التفاتٌ
وارتقابٌ وفِكرٌ لا يزول
وأحسَبُ أنَّهُ داءٌ
فانظرْ لنَفْسِكَ
إنَّهُ عَرَضٌ ثقيل
قُلْتُ كَلامُك
ذا مُحالٌ فما الدَّمعُ
من عَينى يَسيل
فأطْرَقَ باهتاً مِمَّا رآهُ
قُلتُ لهُ أنا أعلمُ عِلَّتى
ودَوائى مِن نَفسِ دَائى
ألا فى مثل هذا
ضَلّتْ عقول
وعلى هذا يُرىَ عَيَاناً
إثباتُ ما أقول
أليس تِرياقُ الأفاعى
لِبُراءِ لدغِهِ كفيل
وتِرياقُ دائى
فى مَن قَلبى إليهِ يَميل
بقلم / ممدوح العيسوى
تعليقات
إرسال تعليق